سنبدأ الدرس الأول من كورس تحسين مُحركات البحث من سيوهاب، بشرح مفهوم تحسين مُحرك البحث والمعروف اختصاراً بـ SEO إشارة إلى Search Engine Optimization.
تحسين مُحرك البحث أو كما يُطلق عليه (السيو) هو العمليات والتحسينات والمُمارسات التي يختص بها مُشرف الموقع باستخدام بعض التقنيات التي تُساعد في رفع ترتيب موقع الويب في صفحات نتائج البحث وبالتالي الحصول على حركة مرور إلى الموقع من مُحرك البحث.
يُشار إلى الزيارات التي تأتي محُرك البحث باسم Organic Traffic وهي الزيارات المُفضلة بالنسبة لمُحركات البحث لرفع ترتيب صفحات موقع الويب وتصدر نتائج البحث على الكلمات المفتاحية ذات الصلة بمُحتوى صفحات الويب بالموقع.
وهذا يُساعد على أن يُصبح موقع الويب أكثر شهرة وموثوقية للمُستخدمين الذين يستخدمون مُحركات البحث المُختلفة للبحث عن خدمة أو معلومة أو مُنتج عبر مواقع البحث وأشهرها: جوجل، بينج، ياهو، ياندكس.
ويُعتبر السيو SEO مجال مُتفرع من المجال الرئيسي والذي يُطلق عليه التسويق عبر مُحركات البحث SEM، وهو المُصطلح الذي يعني بجميع الاستراتيجيات التي تُستخدم للتسويق لمواقع الويب بكافة أنواعها وأشكالها في مُحركات البحث، سواء كان بحث مجاني أو مدفوع.
حيث يمكن استخدام إحدى استراتيجيات التسويق عبر مُحرك البحث SEM لدفع الأموال مقابل الإعلان لإدراج موقع الويب في صفحات نتائج البحث بحيث يظهر موقع الويب عندما يكتب شخص ما كلمة رئيسية أو عبارة بحث معينة.
وتظهر نتائج البحث سواء المجانية أو المدفوعة في صفحات نتائج البحث بترتيب مُحدد، فتظهر النتائج المدفوعة أولاً ويُشار إليها على أنها إعلان، وتأتي بعدها النتائج المجانية، وأحياناً يتم عرض نتائج البحث المدفوعة في مواقع مختلفة على صفحة نتائج البحث.

1- ما أهمية تحسين مُحركات البحث؟
بعد أن تطرقنا في السطور السابقة إلى ماهية تحسين مُحركات البحث SEO، والتسويق عبر مُحركات البحث SEM.
دعونا نطرح الآن سؤالاً هاماً.
لماذا يجب على كُل مُشرف موقع أن يُدرج موقع الويب الذي يعمل عليه في مُحركات البحث؟
للإجابة على هذا التساؤل، دعونا نطرح إحصائية هامة ستُساعدك للإجابة على السؤال بنفسك.
يستخدم مُستخدمي الإنترنت حول العالم مُحركات البحث بشكل جنوني، حيث يتم إجراء حوالي 700,000 عملية بحث كُل ثانية على مُحرك البحث جوجل فقط، أي أكثر من 42,000.000 عملية بحث في الدقيقة، وأكثر من 252,000,000,000 عملية بحث في الساعة.
لك أن تتخيل الآن حجم الفُرص التي من المُمكن ضياعها في الثانية الواحدة لوصول أحد الزوار المُحتملين لموقع الويب الخاص بك، إذا لم تقم بتحسين موقعك لمُحركات البحث وأرشفته والعمل وفق استراتيجية لتحسين ترتيبه في صفحات نتائج البحث.
بالطبع، يمكن أن تؤدي الممارسات المدروسة اتحسين محركات البحث، بالإضافة إلى الأساليب الأكثر تقدماً بعد ذلك، إلى تحسين قدرة موقع الويب بشكل كبير على الترتيب في محركات البحث وعثور العملاء المحتملين عليه.
هناك أيضا تساؤل قد يدور في ذهنك الآن.
ماذا عن الإعلان على مُحركات البحث؟
خيار الدفع مُقابل ظهور صفحات الويب الخاصة بموقعك في النتائج الأولى في صفحات نتائج البحث، هو خيار مُتاح بالطبع، وتستخدمه العديد من مواقع الويب المُختلفة، خاصة المتاجر الإلكترونية، ومواقع بيع الخدمات.
ولكن الدفع مقابل الإعلان على مُحرك البحث هي من وسائل التسويق المُكلفة للغاية، خاصة إن لم تكن لديك خبرة كافية في كيفية بناء استراتيجية إعلانية للإعلان على مُحرك البحث، حينها ستجد نفسك تدفع مبالغ طائلة ولا تُحقق النتائج المرجوة.
بالإضافة إلى أن هُناك إحصائية توضح أن أكثر من 88% من مُستخدمي مُحركات البحث، لا ينقرون على الإعلانات التي تظهر في مُحركات البحث.
لذلك، فمن الأفضل من الناحية المالية، ومن الناحية التسويقية، العمل على ضمان إدراج موقع الويب في صفحات نتائج البحث، والحصول على حركة مرور عضوية Organic Traffic، والابتعاد عن الإعلان عبر مُحركات البحث على الأقل في بداية العمل على تحسين الموقع.
حتى تتكون لديك رؤية واضحة وفهماً كاملاً لمُمارسات تحسين مُحركات البحث وما يجب العمل عليه للحصول على ترتيب في صفحات النتائج بدون إعلانات.
2- كيف تعمل مُحركات البحث؟
الهدف الرئيسي لمُحركات البحث هو كسب ثقة المُستخدمين.
عندما يبحث أحد المُستخدمين على مُحرك بحث باستخدام عبارة بحث مُعينة، فهو قطعاً يريد أن يُزوده مُحرك البحث بالمعلومات التي تُجيبه على تساؤلاته وتُلبي احتياجاته.
كيف تعمل محركات البحث
حينها سيصل الباحث لمُبتغاه، ويكسب مُحرك البحث ثقته، وهو ما يزيد احتمالية عودة الباحث إلى نفس مُحرك البحث مرة أخرى للبحث عن شيء آخر، ويُكرر الأمر مراراً وتكراراً طالما يحصل دائماً على النتائج المرجوة.
فالصورة التي ينبغي أن تكون في مُخيلتك الآن هي كالتالي:
هُناك مُستخدم يرغب في البحث عن أفضل فُرص العمل الحُر.
سيذهب المُستخدم إلى موقع مُحرك البحث، مثل جوجل.
سيكتب في صندوق البحث العبارة البحثية التالية، أفضل فرص العمل الحُر.
في أقل من ثوان معدودة سيقوم مُحرك البحث في البحث في أرشيفه عن النتائج المُتطابقة لعملية البحث التي قام بها المُستخدم.
سيجمع المُحرك جميع النتائج التي توصل إليها ويُظهرها بترتيب مُعين (له عدة عوامل وفقاً لخوارزميات مُحرك البحث)، في صفحات نتائج البحث.
كُل هذا يحدث في أجزاء من الثانية، ليكون المُستخدم أمام مئات المصادر التي يُمكنه من خلالها التوصل لنتيجة ما بحث عنه بالفعل.
ولكي يتمكن مُحرك البحث من عرض النتائج للزائر الذي يقوم بكتابة عبارة بحث للاستعلام عنها، ينبغي أن يكون لديه أرشيف للمعلومات المُتاحة للمُستخدم للاختيار بينها.
كُل مُحرك بحث لديه طُرقه الخاصة وفقاً لخوارزمياته، يجمع بها المعلومات وصفحات الويب، ويُرتبها وفقاً للأولويات، وبغض النظر عن الخوض أكثر في التكتيكات والتقنية المُستخدمة من قبل مُحرك البحث، فإن هذه العملية تُسمى بالأرشفة.
وتتم الأرشفة عندما يمسح مُحرك البحث جميع صفحات الويب المتوفرة على الشبكة العنكبوتية عن طريق عناكب البحث التي تزحف إلى تلك الصفحات لتفهم مُحتواها، ثم تُرتبها في الأرشيف وفقاً للمعايير التي تعمل بها خوارزميات تلك العناكب.
كيف يمسح مُحرك البحث مواقع الويب، من الناحية التقنية؟
جميع مُحركات البحث المعروفة، مثل جوجل وبينج وياندكس وغيرهم، تحتوي على برامج الروبوت robots أو عناكب البحث Crawl Spiders، وهي التي تزحف باستمرار لتتبع روابط صفحات الويب والتعرف على مُحتواها وتصنيفه تمهيداً لفهرسته.
تتبع عناكب البحث أيضا جميع الارتباطات الموجودة داخل محتوى صفحة الويب، سواء كانت روابط داخلية أو خارجية، شرط أن تكون تلك الروابط ذات علامة dofollow حتى تسمح للعناكب بتتبعها.
بالطبع إذا لم يسمح مُشرف الموقع للعناكب بالزحف إلى روابط موقعه، فلن تقوم العناكب بالزحف نهائياً لأنها لن تحصل على صلاحيات تتبع روابط ذلك الموقع، وبالتالي فمن المُستحيل أن تتم فهرسة موقع الويب ومنه فلن يظهر موقع الويب نهائياً في صفحات نتائج البحث.
وبهذه الطريقة تعمل مُحركات البحث الكبيرة مثل جوجل وبينج وياندكس باستمرار على فهرسة مليارات صفحات الويب.
وهو ما يأخذنا إلى سؤال هام يجب أن نتوقف عنده قليلاً، كيف تعرف مُحركات البحث ما يجب عليها إظهاره في صفحة نتائج البحث SERP عند كتابة كلمة مفتاحية للبحث عنها من قِبَل المُستخدم؟
تأخذ محركات البحث في الاعتبار معياريين رئيسيين لتحديد موضوع موقع الويب الخاص بك وكيفية تحديد أولوياته:
أولاً، مُحتوى موقع الويب: عند زحف عناكب البحث لصفحات موقع ويب ما لفهرسته، تفحص الروبوتات كُل صفحة من صفحات الموقع، لتبحث عن كلمات دلالية حول الموضوعات التي يُغطيها موقع الويب وصفحاته، كما تمسح كود الصفحة لمعرفة بعض الأكواد وأهمها، أكواد الميتاتاغ.
ثانياً، الروابط المرتبطة بموقعك: تزحف روبوتات وعناكب البحث إلى صفحات الويب لفهرستها، ولكنها أثناء زحفها تبحث أيضاً عن الروابط الداخلية بين صفحات موقع الويب وتتبعها، كما تبحث عن الروابط الخارجية التي تحيل إلى صفحات موقع الويب، وكلما زاد عدد الروابط وقوة سُلطتها وجودتها، أثر ذلك بشكل أو بآخر على ترتيب صفحات الموقع في نتائج البحث SERPs.
تعتبر مُحركات البحث عادة، الروابط الخارجية التي تُشير إلى موقع الويب، بمثابة تصويت على جودة محتوى الموقع هذا، مما يُساهم بشكل كبير في رفع قوة سلطة النطاق، ويدفع الموقع للأمام ويرتفع ترتيبه.
ويختلف تأثير الروابط الخارجية على موقع الويب باختلاف الموقع الذي يأتي منه الرابط الخارجي، فمثلاً إذا حصل موقع ويب ما على رابط من موقع بحجم The Guardian، سيكون التأثير أقوى من حصوله على رابط من مدونة شخصية أو موقع حديث النشأة.
سنتحدث عن هذا الموضوع أكثر في الدرس الثالث: السيو الخارجي Off-Page SEO.
عند بحث المُستخدم في مُحرك بحث ما، وليكن بينج، يُراجع مُحرك البحث على الفور فهرسه لجلب المحتوى ذات الصلة الوثيقة بعبارة البحث التي كتبها المُستخدم.
وتظهر أمام المُستخدم في صفحة نتائج البحث SERPs نتائج بحثه مُرتبة طبقاً للأولوية والموثوقية والصلة الوثيقة بين محتوى نتيجة البحث وما يبحث عنه المُستخدم.
صفحات نتائج البحث
وبالطبع، إذا جرب المُستخدم البحث بنفس عبارة البحث على مُحرك بحث آخر، فمن المُحتمل بنسبة كبيرة أن تختلف النتائج، هذا يحدث بسبب اختلاف معايير مُحركات البحث لترتيب النتائج، وتجربة المُستخدم.
وتتضمن بعض المعايير التي تأخذها خوارزميات مُحركات البحث في الاعتبار لترتيب النتائج التي سيتم عرضها في صفحات نتائج البحث التالي:
الموقع الجغرافي للمُستخدم.
الأداء التاريخي للموقع، من حيث (عدد النقرات على الروابط الظاهرة في نتائج البحث من الباحثين، ومعدل ارتداد الزوار، ومُدة بقاء الزائر في الصفحة، إلخ).
جودة الروابط الخارجية والداخلية.
جودة محتوى صفحة الويب.
سُرعة الموقع وجودة كود HTML لصفحة الويب.
نوع الروابط الخارجية والسوشيال سيجنالز.
ومع ذلك، يعتبر محرك البحث جوجل هو المُهيمن على سوق محركات البحث برأس مال سوقي يبلغ أكثر من 200 مليار دولار، والسبب في ذلك هو مدى جودة نتائج البحث التي يحصل عليها مُستخدمي جوجل، وتطويرها المُستمر لخوارزمياتها لتُحقق أفضل تجربة استخدام.
حصة سوق بحث الويب وحجمه
مع بداية ظهور مُحرك البحث جوجل، كانت مُحركات البحث تعتمد على كثافة الكلمات الرئيسية داخل المحتوى من أجل تحديد النتائج التي يجب عرضها للمُستخدم في صفحات النتائج SERPs.
وهذا المعاير أفسح المجال للآلاف من أصحاب المواقع من حشو الكلمات الرئيسية داخل محتوى مواقعهم عن عمد للحصول على ترتيب أفضل في نتائج مُحرك البحث، حتى وإن كان المحتوى لا يُقدم قيمة للزائر، وغير ذي صلة بالكلمة الرئيسية من الأساس.
ويُعد هذا الأسلوب حالياً، من أساليب تحسين مُحرك البحث للقبعة السوداء، Black Hat SEO، وهو مرفوض من مُحركات البحث، ويتسبب في مُعاقبة مُستخدميه بحذف صفحات الموقع من مُحرك البحث وعدم أرشفتها.
3- ما يلزم فعله لترتيب صفحات الموقع في صفحات نتائج البحث؟
حقيقة، ليس من الصعب فهرسة موقع الويب الخاص بك، أو حتى ترتيبه في صفحات نتائج البحث، لبعض الكلمات الرئيسية ذات المُنافسة المُنخفضة، والكلمات المُفتاحية طويلة الذيل، ومع ذلك، هُناك بعض الكلمات الرئيسية الصعبة التي يكون حصول موقعك على ترتيب لها صعباً للغاية.
وعموماً، توجد ثلاثة عناصر رئيسية تتخذها مُحركات البحث في الاعتبار كمعيار لتحديد مكان إدراج موقع الويب الخاص بك على صفحة نتائج البحث SERPs:
الترتيب Rank.
السُلطة Authority.
المُلائمة Relevance.
دعونا نتطرق إلى كُل عنصر من العناصر الثلاثة السابقة بشيء من التفصيل:
1- الترتيب Rank: الترتيب هو المكان الذي يظهر فيه موقعك في صفحة نتائج البحث عند قيام أحد المُستخدمين بالبحث بعبارة بحث ذات صلة بمُحتوى صفحة ويب داخل موقعك.
وكما شرحنا سابقا في كيفية عمل محركات البحث، فإن ترتيب موقعك هو المؤشر الحقيقي على مدى صلة موقع الويب الخاص بك وموثوقيته في عيون محرك البحث، من حيث صلته بالكلمات المفتاحية التي يبحث بها المُستخدمون في مجال تخصص موقعك.
وعادة، أول 5 نتائج تظهر في صفحة نتائج البحث، هُما أكثر 5 مواقع ذات موثوقية بالنسبة لمُحرك البحث في النيتش الذي بحث المُستخدم بكلمة مفتاحية ذات صلة به.
2- السُلطة Authority: تحدد محركات البحث مدى موثوقية موقع الويب الخاص بك ومصداقيته، من خلال حساب عدد الروابط الخارجية الواردة، ومع ذلك، لا يرتبط عدد الروابط الخارجية الواردة بالضرورة بحصول صفحات موقعك على ترتيب أعلى.
تهتم مُحركات البحث أيضاً بالنظر إلى مدى موثوقية تلك المواقع التي تأتي لموقعك روابط خارجية منها، بالإضافة إلى النص المُستخدم للربط Anchor Text وعلاقته بالكلمة الرئيسية ومُحتوى موقعك، وعوامل أخرى أهمها عُمر نطاق موقعك، وقوة سُلطته.
3- المُلائمة Relevance: تُعد المُلائمة من أهم عوامل تحسين مُحركات البحث، لا تبحث مُحركات البحث عن استخدامك لكلمات رئيسية معينة فقط، بل تبحث أيضاً على أدلة توضح لها مدى صلة محتوى موقعك بكلمة رئيسية معينة.
تقوم عناكب البحث عند الزحف إلى صفحات موقعك، بفحص النص الفعلي لمحتوى الصفحة، ومُراجعة هيكل موقع الويب وبنيته، وتوزيع الكلمة الرئيسية في المُحتوى، واستخدامك للكلمة الرئيسية في عنوان URL للصفحة، وبعض التنسيقات المتعلقة بتحديد الموضوع الذي يدور عنه محتوى الصفحة.
الكلمات التي يتم تحديدها بنص عامق مثلاً، وكثافة الكلمة الرئيسية في المحتوى مقارنة بعدد الكلمات، واستخدامها ومُرادفتها في العناوين الجانبية والوصف، بحيث يُغطي المحتوى في النهاية جميع الجوانب المتعلقة بالكلمة الرئيسية المُستهدفة.
يمكنك تتبع مدى موثوقية موقع الويب الخاص بك وأداءه، من خلال مراقبة بعض المقاييس المختلفة، وهناك مجموعة متنوعة من الأدوات لمساعدتك على ذلك:
أداة Website Grader من HubSpot والتي ستوضح لك عدد النطاقات التي ترتبط بموقعك على الويب، وتقييم لموقعك من حيث الأداء، وتحسينه لمحركات البحث، وقابلية الاستخدام على الهواتف الجوالة، والأمان.
أداة Domain SEO Analysis Tool من Moz والتي تُعطي تقيماً لقوة نطاق موقعك وفقاً لخوارزميات MozRank، وهو مقياس عام مكون من 10 نقاط لقياس سُلطة النطاق وارتباطته وشعبيته عالمياً.
أداة Website Authority Checker من Ahrefs وهي أيضا تُعطي تقيماً لنطاق موقعك، وترتيب موقع الويب من حيث الموثوقية بين جميع المواقع العالمية على شبكة الويب.
قبل التطرق للنقطة التالية، أرغب أن أخبركم أن مُحركات البحث مُعقدة للغاية، تُحاول دائماً أن تُفكر مثل البشر، تستخدم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، لتفهم أكثر سلوك المُستخدمين وتُسهل عليهم استخدام مُحركات البحث.
لهذا يجب أن تُفكر أنت أيضا كصاحب موقع ومُنشئ مُحتوى تفكير بشري، فكر بنفس طريقة تفكير مُحرك البحث، فهو يُهمه في المقام الأول المُستخدم، أليس كذلك؟
يجب أن يكون كُل ما تقدمه وتُحسنه في موقعك من أجل الزائر أولاً، أتكلم عن المُحتوى في المقام الأول بالطبع.
من السهل جداً أن تُعدل محتوى موقعك لتحصل وتظل تُجرب طُرق وحيل مُختلفة لتحصل على ترتيب في مُحرك البحث، ولكن ضع في اعتبارك دائماً، إذا وجدت نفسك تفعل شيء ما لمُحرك البحث فقط دون النظر لتجربة المُستخدم وتقديم قيمة حقيقية ومعلومات قيمة للقارئ، فعليك أن تُراجع نفسك وتسأل نفسك على أسباب تأخر موقعك.
4- ما هي الكلمة الرئيسية ذات الذيل الطويل؟
الكلمات الرئيسية طويلة الذيل، هي تصنيف من تصنيفات الكلمات المفتاحية، وهي عادة ما تتكون من أكثر من 3 كلمات، وتكون المُنافسة عليها مُنخفضة، وحجم البحث أيضا يكون مُنخفض، وبالتالي فُرص استهدافها ومسكها والتصدر بها في نتائج البحث عالية.
هناك ميزة أخرى هامة للكلمات الرئيسية طويلة الذيل، وهي أنها تجلب زيارات تستهدف مُحتواك تحديداً، لأن الزوار الذين يأتون عن
طريقها، هم زوار مُهتمون بالمحتوى ذات الصلة بالكلمة.
مثال على الكلمات الرئيسية طويلة الذيل، إذا أراد شخص ما أن يبحث عن كورس سيو، فقد يستخدم أكثر من عبارة بحث للوصول للكورس الذي يرغب الاشتراك به.
احصائية توضح أهمية الكلمات الرئيسية طويلة الذيل
فإذا بحث عن “كورس سيو”، ستظهر جميع النتائج المُتعلقة بالكلمة، وهي نتائج لا تستهدف خصائص مُحددة، فمثلاً إذا كان الشخص مُبتدئ وليس لديه أي خبرات سابقة بمجال تحسين مُحركات البحث، فمن المُمكن أن يبحث بعبارة بحث “كورس سيو متخصص بشهادة معتمدة 2023”.
قد تبدو عبارة بحث طويلة نوعاً ما، ولكنها تُقلص نتائج البحث، وتجعلها أكثر تخصيصاً، ففي هذه الحالة ستظهر نتائج لكورسات سيو للمبتدأين، وهو ما سيجعل الشخص مهتم أكثر بالنتائج لأنها أقل وأكثر تخصصاً.
وبالتالي سيكون الشخص من الجمهور المُهتم بمحتوى موقعك إذا استهدفت كلمة “كورس سيو للمبتدأين من الصفر إلى الاحتراف”، وهو ما سيزيد من احتمالية بقاءه مدة أطول داخل موقعك، ومن المحتمل أيضا أن يتنقل بين صفحات موقعك مما يقلل من مُعدل الارتداد.
ولذلك، فمن أجل الحصول على ترتيب أعلى لمحتوى موقع الويب الخاص بك، عليك أن تتخذ هذا الطريق وتستهدف كلمات مفتاحية طويلة الذيل، خاصة في بداية رحلتك لتحسين موقعك لمحركات البحث.
لا تستهون بمُعدلات بحث المُستخدمين وإجراء طلبات بحث باستخدام كلمات بحث فريدة وأكثر تخصصاً، حتى إنه في بعض المجالات يكون البحث بكلمات مفتاحية فريدة أكثر من البحث بكلمات رئيسية عامة مثلما ذكرنا في المثال السابق.
فإذا كانت الكلمة الرئيسية المُستخدمة في طلب البحث، كلمة عامة، فلا تتوقع أن تأتيك حركة مرور كبيرة من مُحرك البحث، فهي لا تُقارن باستهداف كلمات رئيسية فريدة ومُميزة وطويلة وأكثر تعبيراً عما يبحث عنه المُستخدم، وهذه الطريقة يُطلق عليها نظرية الذيل الطويل.
ضع في اعتبارك دائماً، أن اختيار الكلمات الرئيسية المُناسبة، هي أحد أهم المُمارسات الحاسمة في عملية تحسين مُحركات البحث.
إذا كنت تبيع الكورسات مثلاً، فبالتأكيد ترغب في أن يُصنف محرك البحث موقع الويب الخاص بك على أنه “كورسات أونلاين” وهو مصطلح رئيسي، ومن المُحتمل أن تواجه بعض الصعوبات لاستهداف هذه الكلمة لأنها كلمة عامة وبالطبع صعبة المنافسة نظراً لوجود منافسين كبار في هذا المجال.
ومع ذلك، فإذا قُمت بتحسين عدة صفحات لعدة كورسات تُقدمها على موقع الويب الخاص بك، فستحقق نجاح أكبر، وسيكون من السهل على محرك البحث فهم مُحتواك وتصنيفك في صفحات نتائج البحث SERPs.
ومن الأمثلة الجيدة على الكلمات الرئيسية التي من المُمكن استخدامها في المثال السابق، “كورس تعليم السيو للمبتدأين”، “أقوى كورسات التسويق الرقمي”، “كورس تحسين محركات البحث سهل وبسيط”.
وجميع الأمثلة السابقة للكلمات الرئيسية، تُصنف على أنها كلمات رئيسية طويلة الذيل أو مُصطلح بحث.
بالتأكيد، سيكون عدد الأشخاص الذين يبحثون عن هذه الكلمات الرئيسية أقل بكثير من العدد الذي يبحث عن “كورسات أونلاين”، ولكن يمكنك أن تراهن على أن هؤلاء الأشخاص اللذين تعتبر عددهم قليل من حيث الكم، فهم قيمتهم كعملاء أكبر بكثير.
حيث أنهم سيكونون أكثر احتمالية في مسار تحويل المبيعات وقد يكونون أكثر استعداداً للشراء.
هذا هو السبب في أن الكلمات الرئيسية طويلة الذيل فعالة للغاية في أغلب الأحيان.
باستخدامها واستهدافها، تستهدف مباشرة الأشخاص الذين يتطلعون إلى تنفيذ إجراء معين، مثل شراء شيء ما، أو البحث عن نوع معين من المعلومات.
ومن خلال اختيار التحسين باستخدام كلمات رئيسية طويلة الذيل، ستجد أنه من الأسهل الترتيب على محركات البحث، وزيادة حركة المرور والتحويلات، لتحويل الزيارات إلى عملاء مُحتملين وعملاء حقيقيين.
5- ما معنى مقولة المُحتوى هو الملك؟
ربما سمعت من قبل مقولة أن المُحتوى هو الملك، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحسين مُحركات البحث، وهي مقولة صحيحة بنسبة 100% وبلا أدنى شك.
بدون محتوى ثري، وحصري، وعالي الجودة، ويقدم قيمة حقيقية للقارئ، ويغطي كافة جوانب الموضوع، ستجد صعوبة كبيرة في ترتيب صفحة الويب في الكلمة المفتاحية المستهدفة، وجذب زيارات من محركات البحث لصفحة المحتوى.
غير أن إذا كان المحتوى ضعيف، ولا يخدم الزائر، فسيحقق تجربة استخدام سيئة، وبالتالي سينعكس على صفحة المحتوى، بأن يزداد معدل الارتداد، وبالتالي تقل ثقة الزوار في محتوى موقعك.
هناك شيء آخر يجب أن يؤخذ في الاعتبار، التنبؤ بكيفية بحث الأشخاص عن المحتوى، أو التنبؤ بالكلمات الرئيسية التي يستخدمونها بالضبط، يُعتبر مُستحيلاً.
والطريقة الوحيدة لتفادي ذلك الأمر، هو إنشاء الكثير من المحتوى باستمرار وتغطية كُافة جوانب الموضوع، فمثلاً إن كنت ترغب في إنشاء محتوى عن طريقة تحسين سيو وردبريس، فمن المُقترح أن تقوم بالتالي:
تنشئ مقال عن طريقة تحسين سيو وردبريس.
تنشئ مقال مُرتبط بالمقال السابق، عن طريقة ضبط إعدادات السيو لوردبريس.
تنشئ مقال آخر مرتبط بالمقالات السابقة، عن أفضل إضافات السيو للوردبريس.
تنشئ مقال آخر مرتبط بالمقالات السابقة، عن تحديث أكواد ميتا تاغ للوردبريس.
وهكذا، فكلما زاد المحتوى المتعلق وذات الصلة بطريقة تحسين سيو وردبريس على سبيل المثال، كلما زادت احتمالياً ترتيب موقعك في هذه الكلمة، وجلب زيارات من محرك البحث على هذه الكلمة.
كن حذراً، فإن مُحركات البحث ذكية للغاية، إذا قمت بإنشاء عدة صفحات للمُحتوى حول نفس الموضوع بالضبط، فأنت بالتأكيد تضيع وقتك، حيث فأنت لست بحاجة لكتابة مقالتين على سبيل المثال لاستهداف الكلمة المفتاحية “دروس سيو”، ولكن تحتاج لإنشاء العديد من المقالات التي تُغطي كافة الجوانب المتعلقة بدروس السيو.
ويجب أن تعلم جيداً أنه كلما زاد المحتوى وصفحات الويب التي تنشرها بشرط جودتها العالية وأن تكون حصرية، زادت فرصك في الترتيب على محركات البحث.
اليانصيب تشبيه جيد في هذه الحالة، فكلما زاد عدد تذاكر اليانصيب لشخص ما، زادت احتمالات فوزه، فعليك أن تخيل أن كل صفحة ويب تقوم بإنشائها هي تذكرة يانصيب، كلما زاد عدد صفحات الويب بموقعك، زادت فرص الموقع في الترتيب في محركات البحث.
هناك عدة طرق يمكنك من خلالها استخدام المحتوى لتوسيع تواجدك على الإنترنت وزيادة فرصك في الترتيب دون التكرار، وفيما يلي بعض الأمثلة:
الصفحة الرئيسية: استخدم صفحتك الرئيسية لتغطية الموضوع الرئيسي الذي أنشأت موقعك من أجله، وليكن “كورسات أونلاين” في حال إذا كان موقعك متخصص في الكورسات، فإذا كان هناك مكان جيد لتحسين الكلمة الرئيسية العامة لموقعك، فهو الصفحة الرئيسية.
صفحات المنتجات / الخدمات / المقالات: إذا كنت تقدم منتجات و/أو خدمات و/أو مقالات، فأنشئ صفحة ويب فريدة لكل منتج أو خدمة أو موضوع مقال.
الربط الداخلي: اربط بين صفحات موقعك المختلفة، واستهدف كلمات رئيسية ذات صلة في الربط، بجعلها ترويسة للرابط Anchor text.
المدونة: في حال كان موقعك عبارة عن متجر أو موقع خدمات، فإن التدوين سيكون وسيلة رائعة لإنشاء الكثير من المحتوى المتعلق بما تقدمه، وسيمثل أهمية كبيرة للزوار.
يمكن أن يكون للتدوين بشكل منتظم (مرة واحدة في الأسبوع مثالي) تأثير كبير على تحسين محرّكات البحث لأن كل منشور تقوم بنشره على المدونة يمثل صفحة ويب جديدة.
أثناء بحثك على الإنترنت لمعرفة المزيد عن تحسين مُحركات البحث، وكيفية تأهيل موقعك ليتوافق مع معايير مُحركات البحث، ستُصادف بعض المقالات التي تُناقش أهمية كثافة استخدام الكلمات الرئيسية، وعلى الرغم من اتباع نهج كهذا قد يُجني ثماراً من الناحية التقنية، إلا أنه لا يُوصى إطلاقا، فمن المُمكن أن تعتبر مُحركات البحث هذا النهج حشواً.
لا تكتب مُحتوى لمُحركات البحث إطلاقا، اكتب مُحتواك لجمهورك، واهتم به جيداً، وسيتبع هذا نجاحاً سيُذهلك.
تأكد أن لكل صفحة ويب على موقعك هدف واضح، وتركيز على جوانب موضوع مُعين ومُحدد، ولا تُهمل تحديث معلومات صفحات الويب باستمرار إذا كُنت تكتب محتوى عن معلومات قابلة للتحديث والتغيير.
كيف تبني إستراتيجية تحسين محركات البحث الخاصة بك؟
عند بدء وضع خطة لبناء إستراتيجية لتحسين محركات البحث لموقعك، عليك أن تُقَسِم عملك إلى قسمين أساسيين:
تحسين محركات البحث داخل الصفحة On-Page SEO.
تحسين محركات البحث خارج الصفحة Off-Page SEO.
يغطي تحسين مُحركات البحث داخل الصفحة كل ما يمكن التحكم فيه في كل صفحة ويب محددة عبر موقع الويب الخاص بك لتسهيل قيام محركات البحث بالعثور على صفحات المحتوى الخاص بك وتصنيفها وفهرستها وفهمها.
يغطي تحسين محركات البحث خارج الصفحة جميع جوانب السيو التي تحدث خارج موقع الويب الخاص بك، كالحصول على روابط خارجية عالية الجودة، وتحليل المُنافسين.
وهذا هو بالضبط ما نقوم بمناقشته في الدرسين الثاني والثالث من كورس السيو على سيوهاب.
في حال وجود أي استفسارات أو نقاشات أو اقتراحات، راسلونا عبر التعليقات أسفل هذا الدرس، أو عبر التواصل معنا .